الأحد، 24 أكتوبر 2010

هكذا علمتني الحياه (السباعي)


سر النجاح في الحياه أن تواجه مصاعبها بثبا ت الطير في ثوره العاصفه



لولا الايمان لظلت الحياه لغز لا يفهم معناه




كن في الحياه كما وضعتك الحياه مع الارتفاع دائما





من عرفه ربه راى كل ما في الحياه جميلا




القوه هي ترك العدوان مع توفر اسبابه والضعف هو الطيش عند اقل المغريات




ليس المؤمن هو الذي لا يعصي الله ، ولكن المؤمن هو الذي إذا عصى رجع اليه



للحق جنودا يخدمونه ومنهم الباطل




القضاء والقدر سر التوحيد ، ومظهر العلم، وصمام الامان في نظام الكون




الاستقامه طريق أولهما الكرامه ، واوسطهما السلامه ، واخرهما الجنه

الخميس، 14 أكتوبر 2010

وعظتني نفسي لجبران خليل جبران
















وعظتني نفسي فعلمتني حب ما يمقته الناس ومصافاة من يضاغنونه وأبانت لي أن الحب ليس بميزة في المحب بل في المحبوب॥ 
وقبل أن تعظني نفسي كان الحب بي خيطا دقيقا مشدودا بين وتدين متقاربين أما الآن فقد تحول إلى هالة أولها آخرها وآخرها أولها تحيط بكل كائن وتتوسع ببطء لتضم كل ما سيكون । 
وعظتني نفسي فعلمتني أن أرى الجمال المحجوب بالشكل واللون والبشرة، وأن أحدق متبصرا بما يعده الناس شناعة حى يبدو لي حسنا..
وقبل أن تعظني نفسي كنت أرى الجمال شعلات مرتعشة بين أعمدة من الدخان واضمحل فلم أعد أرى سوى مايشتعل . 
وعظتني نفسي فعلمتني الإصغاء إلى الأصوات التي لا تولدها الألسنة ولا تضج بها الحناجر.وقبل أن تعظني نفسي كنت كليل المسامع مريضها ، لا أعي سوى الجلبة والصياح ، أما الآن فقد صرت أتوجس بالسكينة فأسمع أجواقها منشدة أغاني الدهور ، مرتلة تسابيح الفضاء ، معلنة أسرار الغيبوعظتني نفسي فعلمتني لمس ما لم يتجسد ولم يتبلور ، وأفهمتني أن المحسوس نصف المعقول . 
وان ما نقبض عليه بعض ما نرغب فيه. . 
وقبل أن تعظني نفسي كنت أكتفي بالحار إن كنت باردا . 
والبارد إن كنت حارا. 
وبأحدهما إن كنت فاترا . 
أما الآن فقد انتثرت ملامسي المنكمشة و انقلبت ضبابا دقيقا يخترق كل ما ظهر من الوجود ليمتزج بما خفي منه . 
وعظتني نفي فعلمتني أن أقول "لبيك" عندما يناديني المجهول والخطر . . 
وقبل أن تعظني نفسي كنت لا أنهض إلا لصوت مناد عرفته . 
ولا أسير إلا على سبل خبرتها فاستهونتها. 
أما الآن فقد أصبح المعلوم مطية أركبها نحو المجهول ، والسهل سلما أتسلق درجاته لأبلغ الخطر
وعظتني نفسي فعلمتني ألا أقيس الزمن بقولي: كان بالأمس وسيكون غدا . . 
وقبل أن تعظني نفسي كنت أتوهم الماضي عهدا لا يرد والآتي عصرا لن أصل إليه . 
أما الآن فقد عرفت أن في الهنيهة الحاضرة كل الزمن بكل ما في الزمن مما يرجى وينجز ويتحقق  وعظتني نفسي فعلمتني ألا أحد المكان بقولي : هنا وهناك وهنالك . . 
وقبل أن تعظني نفسي كنت إذا ما صرت في موضع في الأرض ظننتني بعيدا عن كل موضع آخر . وعظتني نفسي فعلمتني أن أسهر وسكان الحي راقدون . 
وأن أنام وهم منتبهون .
وقبل أن تعظني نفسي كنت لا أرى أحلامهم في هجعتي ولا يرصدون أحلامي إلا في غفلتهم . 
أما الآن فلا أسبح مرفرفا في منامي إلا وهم يرقبونني ولا يطيرون في أحلامهم إلا وفرحت بانعتاقهم . 
وعظتني نفسي فعلمتني أن لا أطرب لمديح و لا أجزع لمذمة ،، وقبل أن تعظني نفسي كنت أظل مرتابا في قيمة أعمالي وقدرها حتى تبعث إليها الأيام بمن يقرظها أو يهجوها . 
وعظتني نفسي فعلمتني أن السراج الذي أحمله ليس لي ، والأغنية التي أنشدها لم تتكون في أحشائي . فأنا وإن سرت بالنور لست بالنور ، وأنا كنت عودا مشدود الأوتار فلست بالعواد وعظتني نفسي يا أخي وعلمتني . 
ولقد وعظتك نفسك وعلمتك . 
فأنت وأنا متشابهان متضارعان . 
ومالفرق بيننا سوى أنني أتكلم عما بي وفي كلامي شيء من اللجاجة وأنت تكتم ما بك وفي تكتمك شكل من الفضيلة .

الخيانه شيء جميل لجبران خليل جبران



الخيانة شيء جميل!! ،، نعم جميل!! ،، لِمَ العجب؟؟!!لو لم تكن الخيانة شيء جميل ،، فلِمَ نخون؟؟!!نخون ونقول أن الخيانة من أقبح ما يكون ،،فلِمَ نخون؟؟ نُحلق في سماء الخداع ،، ونملأ السحاب بالغش ،،ونتسبب في هطول أمطار الكذب ،،وبعد ذلك نقول ،، الخيانة أقبح ما يكون!! ،،فلِمَ نخون؟؟ تجذبنا الابتسامات المزيفة ،، المصطنعة ،،ونسير خلفَ الأسوار ،، نبحث عن الجديد ،،وإن سُئِلنا نقول(( تغيير ،، لييييش يا أخوي تبغيهم يقولوا عني قديم!! ))ثم نخون ،، ونقول أن الخيانة أقبح ما يكون !!! ،،فلِمَ نخون؟؟ نستهوي قلوب الضعفاء ،، نلعب بعقول البشر ،،نحول قلوبنا إلى أسواق وبضائع للبيع ،،وإن سُئِلنا نقول :: (( ما في حاجة اسمها حب في الزمان هذا ،، انت اهبل!! ))ثم نخون ،، ونقول أن الخيانة أقبح ما يكون ،،فلِمَ نخون؟؟ ننسى أنفسنا ،، نستخف بذاتنا ،، ندنس أسمى العلاقات على وجه الأرض ،،وإن سُئِلنا نقول :: (( مزاجي عاجبك اهلاَ وسهلا !! مو عاجبك روح بكيفك !! ))ثم نخون ،، ونقول أن الخيانة أقبح ما يكون ،،فِلمَ نخون؟؟ نجرح أقرب الأشخاص إلى القلوب ،، ونهرب من الصراحة ،،ونلهثُ ركضاً خلف المجاملات ،،وننتهز أخس الفرص ،، وتغلب علينا الأنانية ،،وإن سئِلنا نقول :: (( هذه هي الدنيا ،، إما قاتل ،، أو مقتول!! ))ثم نخون ،، ونقول أن الخيانة أقبح ما يكون ،،فلِمَ نخون؟؟ ولا ننسى أن الخيانة ،، قد تكون ،، بمجرد نظرة ،، من العيون !!سُحقاً لنا !! ولعنةٌ على الخيانة ،، وإن سألتموني ،، فسأقول ::الخيانة أجمل ما يكون !!! ،،

لعبه الاقنعه


لاشك أن لعبة الأقنعة تجعل الانسان يشعر دائما بالخوف
.وإذا كان الإنسان يخافعلى ماله وبيته فكيف لايخاف على مشاعره ؟
نواجه فى حياتنا أشكالا متعدده من الوجوه

ولهذا نحاول دائما أن نكتشف الجميل من القبيح غلى أشياء كثيرة وفي تقديرى أنا لزمن من اهم العناصر التى نستطيع من خلالها أن ندرك مشاعر الأخرين ॥
إنالزمن هو الجانب الوحيد القادر على تعرية الآشياء وكشف غموضها ।

هناك إنسان قادر على أن يحب اليوم فقط , ولكنه لايضمن نفسه غدا ॥

وهناك إنسان يخلـــــص للأشياء مادامت أمامه , فإذا رحلت أو رحل عنها انتهى كل شئ إنسان يعطـــــى إذا أخذ .

وهناك من يعطى ويضحى بدون اىمقــــــــابل او انتظار هذه النماذج البشرية نصادف فى حياتنا كل يوم ।

ولذلك يجب أن نضع المشاعر فى مناطق الاختبار

والزمن هو أصعب الاختبارات وأصدقها ..فرق كبير بين إنسان أحبه وأجده بجوال اى فى ليالى الأنس ..

ولا أجده أبدا فى لحظة ضيق أو ساعة محنة .

فرق كبير بين إنسان أعتاد أن يأخذ منى كل شئ ولا يشعرنى للحظه أنه يريد أن يقدم لى أى شئ .

فرق كبير بين إنسان يذكرنى وأنا أمام عينيه فإذا غبت يوما بحث عن وجه آخر يملأ الفراغ ويسد الحاجه

ولذلك أرى نفسى دون أدرى أحاول أن أضع الآخرين فى مناطق الاختبار واختار الزمنعادة مقياسا .
وربما أترك إنسانا فترة من الزمن لكى أعرف إن كان سيحاول البحث عنى
أم أنه وجد البديل أحاول أن اختبر مواقفه معى فإذاوجدت الامور عنده سواء ابتعدت فى صمت
الزمن هو المعيـــــار الوحيد الذى أثق في أحكامه فى منطقة المشاعر ان خلــــــــــص إلا لمن نحب

ولانتحمل إلا من نحب .. ولا نعطى دائما الا من نحب ..
ولهذا إذا وجدنا هذه الاشياء فى شخص آخر , فعلينا أن ننتطرحتى
تؤكد لنا التجربة أنه صادق فى مشاعره ..يستطيع الإنسان أن يدعى الحب لحظة
, ولكنه لا يستطيع أبدا أن يدعيه عمرا بأكمله .ياصديقتى .. الزمن هوه الذى يكشف لنا مشاعر الآخرين .. وهو أيضا يكشف لنا عمق مشاعرنا ..


من كتاب ليس للحب أوان

لفاروق جويده

لا تحزن


لا تحملِ الكرة الأرضية على رأسِكَ

نفرٌ من الناسِ تدورُ في نفوسِهم حرْبٌ عالميَّةٌ ، وهم على فُرُش النوم ، فإذا وضعتِ الحرْبُ أوزارها غَنِمُوا قُرْحَة المعدةِ ، وضَغْطَ الدمِّ والسكَّريَّ . يحترقون مع الأحداثِ ، يغضبون من غلاءِ الأسعارِ ، يثورون لتأخر الأمطارِ ، يضجُّون لانخفاضِ سعْرِ العملةِ ، فهم في انزعاجٍ دائمٍ ، وقلقٍ واصِبٍ﴿ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ﴾ .

ونصيحتي لكَ أنْ لا تحملِ الكرة الأرضية على رأسِكَ ، دعِ الأحداث على الأرضِ ولا تضعْها في أمعائِك . إن بعض الناس عنده قلبٌ كالإسفنجة يتشربُ الشائعاتِ والأراجيفَ ، ينزعجُ للتوافِهِ ، يهتزِ للوارداتِ ، يضطربُ لكلِّ شيءٍ ، وهذا القلبُ كفيلٌ أن يحطم صاحبهُ ، وأن يهدم كيان حامِلِهِ .
أهلُ المبدأ الحقِّ تزيدُهم العِبرُ والعظاتُ إيماناً إلى إيمانِهم ، وأهْلُ الخورِ تزيدُهم الزلازلُ خوفاً إلى خوفِهِم ، وليس أنفع أمام الزوابع والدواهي من قلبٍ شجاعٍ ، فإن المِقْدام الباسلَ واسعُ البطانِ ، ثابتُ الجأشِ ، راسخُ اليقينِ ، باردُ الأعصابِ ، منشرحُ الصدر ، أما الجبانُ فهو يذبح فهو يذبح نفسه كلَّ يوم مرات بسيف التوقّعات والأراجيفِ والأوهامِ والأحلامِ ، فإن كنت تريدُ الحياة المستقرَّةَ فواجِهِ الأمور بشجاعةٍ وجلدٍ ، ولا يستخفنّك الذين لا يوقنون ، ولا تك في ضيْقٍ ممَّا يمكرون ، كنْ أصلب من الأحداثِ ، وأعْتى من رياحِ الأزماتِ ، وأقوى من الأعاصيرِ ، وارحمتاه لأصحابِ القلوبِ الضعيفةِ ، كم تهزُّهم الأيامُ هزّاً ﴿وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ ﴾ ، وأما الأُباةُ فهم من اللهِ في مَدَدٍ ، وعلى الوعدِ في ثقةٍ ﴿ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ ﴾ .
@@@@@@@@@@@@@@

تحطمك التوافهُ

كم من مهمومٍ سببُ همِّهِ أمرٌ حقيرٌ تافهٌ لا يُذْكَرُ !! .
انظر إلى المنافقين ، ما أسقط همَمَهُم ،وما أبْردَ عزائِمَهُمْ . هذه أقوالُهم : ﴿ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ ﴾ ، ﴿ ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي ﴾ ، ﴿ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ ﴾ ، ﴿ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ ﴾ ، ﴿ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً ﴾ .
يا لخيبةِ هذِهِ المعاطس يا لتعاسةِ هذهِ النفوسِ .

همهم البطونُ والصحونُ والدورُ والقصورُ ، لم يرفعوا أبصارهم إلى سماء المُثُلِ ، لم ينظروا أبداً إلى نجوم الفضائل . همُّ أحدِهِمْ ومبلغُ عِلْمِهِ : دابَّتهُ وثوبُهُ ونعلُهُ ومأدبتُهُ ، وانظرْ لقطَّاعٍ هائلٍ منَ الناسِ تراهم صباح مساء سببُ همومهمْ خلافٌ مع الزوجةِ ، أو الابنِ ، أو القريبِ ، أو سماعُ كلمةٍ نابيةٍ ، أو موقفٌ تافهٌ . هذه مصائبُ هؤلاءِ البشَرِ ، ليس عندهم من المقاصدِ العليا ما يشغلُهم ، ليس عندهم من الاهتماماتِ الجليلةِ ما يملأُ وقتهم ، وقدْ قالوا : إذا خرج الماءُ من الإناءِ ملأهُ الهواءُ ، إذاً ففكرْ في الأمرِ الذي تهتمُّ له وتغتمُّ ، هلْ يستحقُ هذا الجهد وهذا العناءَ ، لأنك أعطيته من عقلِك ولَحْمِك ودَمِك وراحتِك ووقتِك ، وهذا غُبْنٌ في الصفقةِ ، وخسارةٌ هائلةٌ ثمنُها بخسٌ ، وعلماءُ النفسِ يقولون : اجعلْ لكلِ شيء حداً معقولاً ، وأصدق من هذا قولهُ تعالى : ﴿ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ﴾ فأعطِ القضية حجْمها ووزنها وقدْرها وإياكَ والظلم والغُلُوَّ .
هؤلاءِ الصحابةُ الأبرارُ همهم تحت الشجرةِ الوفاءُ بالبيعةِ فنالوا رِضوان اللهِ ، ورجُلٌ معهم أهمَّه جملُهُ حتى فاتهُ البيعُ فكان جزاءهُ الحرمانُ والمقتُ , فاطرحِ التوافِه والاشتغال بها تجدْ أنَّ أكثر همومِك ذهبتْ عنك وعُدْتَ فَرِحاً مسروراً .

@@@@@@@

ارض بما قسمَ اللهُ لكَتكنْ أغنى الناسِ

مرَّ فيما سبق بعضُ معاني هذا السبب ؛ لكنني أبسطُهُ هنا ليُفهم أكثرَ وهو : أنَّ عليكَ أن تقْنع بما قُسِمَ لك من جسمٍ ومالٍ وولدٍ وسكنٍ وموهبةٍ ، وهذا منطقُ القرآن ﴿ فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ ﴾ إنَّ غالبَ علماءِ السلفِ وأكثر الجيلِ الأولِ كانوا فقراء لم يكنْ لديهم أُعطياتٌ ولا مساكنُ بهيةٌ ، ولا مراكبُ ، ولا حشمٌ ، ومع ذلك أثْروُا الحياة وأسعدوا أنفسهم والإنسانية ، لأنهم وجّهوا ما آتاهمُ اللهُ من خيرٍ في سبيلِهِ الصحيحِ ، فَبُورِكَ لهم في أعمارِهم وأوقاتِهم ومواهبهم ، ويقابلُ هذا الصنفُ المباركُ مَلأٌ أُعطوا من الأموالِ والأولادِ والنعمِ ، فكانتْ سببَ شقائِهم وتعاستِهم ، لأنهم انحرفوا عن الفطرةِ السويَّةِ والمنهجِ الحقِّ وهذا برهانٌ ساطعٌ على أن الأشياءَ ليستْ كلَّ شيءٍ ، انظرْ إلى من حمل شهاداتٍ عالميَّةً لكنهُ نكرةٌ من النكراتِ في عطائهِ وفهمهِ وأثرهِ ، بينما آخرون عندهم علمٌ محدودٌ ، وقدْ جعلوا منه نهراً دافقاً بالنفعِ والإصلاحِ والعمارِ .
إن كنت تريدُ السعادةُ فارضَ بصورتِك التي ركبَّك اللهُ فيها ، وارض بوضعكِ الأسري ، وصوتِك ، ومستوى فهمِك ، ودخلِك ، بل إنَّ بعض المربّين الزهادِ يذهبون إلى أبعدِ من ذلك فيقولون لك : ارض بأقلَّ ممَّا أنت فيهِ ودون ما أنت عليهِ .

هاك قائمةً رائعةً مليئةً باللامعين الذين بخسوا حظوظهُمُ الدنيوية :
عطاءُ بنُ رباح عالمُ الدنيا في عهدهِ ، مولى أسودُ أفطسُ أشَلُّ مفلفلُ الشعرِ .
الأحنفُ بنُ قيس ، حليمُ العربِ قاطبةً ، نحيفُ الجِسْمِ ، أحْدَبُ الظهرِ ، أحنى الساقين ، ضعيفُ البنيةِ .
الأعمش محدِّثُ الدنيا ، من الموالي ، ضعيفُ البصرِ ، فقيرُ ذاتِ اليدِ ، ممزقُ الثيابِ ، رثُ الهيئةِ والمنزلِ .
بل الأنبياء الكرامُ صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليهم ، كلٌّ منهم رعى الغنَمَ ، وكان داودُ حَدَّاداً ، وزكريا نجاراً ، وإدريس خياطاً ، وهم صفوةُ الناسِ وخَيْرُ البشرِ .

إذاً فقيمتُك مواهبُك ، وعملُك الصالحُ ، ونفعُك ، وخلقك ، فلا تأس على ما فات من جمالٍ أو مالٍ أو عيالٍ ، وارض بقسمِة اللهِ
﴿ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾


يتبع إن شاء الله

وهـم الحــب




لا يوجد وهم يبدو كأنه حقيقة مثل الحب॥ ولا حقيقة نتعامل معها و كأنها الوهم مثل الموت !!

فليس هناك أمر مؤكد أكثر من الموت، ومع ذلك لا نفكر أبدا بأننا سنموت، وإذا حدث و فكرنا لا يتجاوز تفكيرنا وهما عابرا عبور النسيم.
والعكس في حالة الحب، فرغم أن الحب دائما أمر يزينه الخيال و يضخمه الوهم ويجسمه التصور وتنفخ فيه الشهوات، و سبب الخلط و الاختلاط هو دائما خطأ في النسبة.. فنحن دائما ننسب الجمال الذي شاهدناه والحنان الذي تذوقناه الى صاحبته مع أنها ليست صاحبته فصاحبه و مالكه هو الله و ليس أي امرأة.
و يمضي العمر في سلسلة من الغفلات و الاغماءات مجموعها في الختام صفر، أو هي في الحقيقة حاصل طرح و ليست حاصل جمع.
والقضية بالدرجة الأولى قضية ايمان. هل نستطيع أن نكون ذلك العارف الذي لا يرى في كل شيء الا الواحد.. ولا يبصر الا وجه ربه في كل محبوب. هل يمكن أن نكون مصداق الآية "أينما تولوا فثم وجه الله". ذلك هو الجهاد الصعب.


من كتاب أناشيد الإثم والبراءة
د. مصطفى محمود

 
Copyright © ثقف نفسك-كتب. All rights reserved.
ثقف نفسك created by Almowhed Designed by Almowhed