الخميس، 14 أكتوبر 2010

وهـم الحــب




لا يوجد وهم يبدو كأنه حقيقة مثل الحب॥ ولا حقيقة نتعامل معها و كأنها الوهم مثل الموت !!

فليس هناك أمر مؤكد أكثر من الموت، ومع ذلك لا نفكر أبدا بأننا سنموت، وإذا حدث و فكرنا لا يتجاوز تفكيرنا وهما عابرا عبور النسيم.
والعكس في حالة الحب، فرغم أن الحب دائما أمر يزينه الخيال و يضخمه الوهم ويجسمه التصور وتنفخ فيه الشهوات، و سبب الخلط و الاختلاط هو دائما خطأ في النسبة.. فنحن دائما ننسب الجمال الذي شاهدناه والحنان الذي تذوقناه الى صاحبته مع أنها ليست صاحبته فصاحبه و مالكه هو الله و ليس أي امرأة.
و يمضي العمر في سلسلة من الغفلات و الاغماءات مجموعها في الختام صفر، أو هي في الحقيقة حاصل طرح و ليست حاصل جمع.
والقضية بالدرجة الأولى قضية ايمان. هل نستطيع أن نكون ذلك العارف الذي لا يرى في كل شيء الا الواحد.. ولا يبصر الا وجه ربه في كل محبوب. هل يمكن أن نكون مصداق الآية "أينما تولوا فثم وجه الله". ذلك هو الجهاد الصعب.


من كتاب أناشيد الإثم والبراءة
د. مصطفى محمود

هناك تعليق واحد:

 
Copyright © ثقف نفسك-كتب. All rights reserved.
ثقف نفسك created by Almowhed Designed by Almowhed